اتصل بنا
 

إصابات الحبل الشوكي بغزة.. مأساة متفاقمة بفعل الإبادة الإسرائيلية

نيسان ـ نشر في 2025-08-14 الساعة 12:39

إصابات الحبل الشوكي بغزة.. مأساة متفاقمة
نيسان ـ أمام غرف الفحص الطبي في مستشفيات قطاع غزة، تتكدس عشرات الحالات الحرجة يوميًا من المواطنين المصابين بإصابات بالغة في الحبل الشوكي أفقدتهم القدرة على الحركة، جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل.
وتزداد معاناة المرضى والمصابين جراء تدمير الاحتلال أو إخراجه عن الخدمة أكثر من 80% من المستشفيات والمراكز الطبية، ما جعل المنظومة الصحية على شفير الانهيار التام.
حصار المعابر.. معاناة مضاعفة وأمل يتلاشى
يشرح الدكتور وائل خليفة، أخصائي المخ والأعصاب، أن معظم الإصابات تتطلب عمليات جراحية عاجلة وعلاجات متقدمة غير متوفرة داخل القطاع.
واضاف أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر يمنع نحو 80% من مرضى إصابات الحبل الشوكي والدماغ من السفر خارج غزة لتلقي العلاج اللازم، ما يزيد من مخاطر الوفاة ويعمق مأساة الجرحى.
ويشير إلى أن هذه الإصابات غالبًا ما تؤدي إلى شلل نصفي أو رباعي، مع فقدان المريض القدرة على التحكم بأبسط الوظائف الحيوية.
نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.. تضاعف معاناة الكوادر الصحية
كما يقول الحكيم فضل محجوب، أحد أفراد الطاقم الطبي، إن النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية يفاقم أزمة القطاع الصحي ويثقل كاهل الطواقم الطبية، ما يؤدي إلى تدهور سريع في حالة بعض المرضى، خاصة في ظل انعدام أدوات التأهيل والعلاج الطبيعي الضرورية لتحسين فرص الشفاء.
وشهد قطاع غزة ارتفاعًا غير مسبوق في حالات إصابات النخاع الشوكي والدماغ، حيث دخل العديد من المرضى في غيبوبة طويلة الأمد.
وتسببت شظايا القذائف في إصابات مباشرة للفقرات الشوكية المسؤولة عن التنفس وضربات القلب، مما رفع من خطورة الوضع الصحي.
المواطن أنور بسيسة (40 عامًا)، التاجر البسيط من خان يونس، أحد المصابين لم يكن يتخيّل أن رحلته بحثًا عن طعام أطفاله ستنتهي به مشلولًا على سرير في مستشفى ناصر بخان يونس، عاجزًا عن تحريك نصف جسده، بعدما أصابته رصاصة مباشرة من قناصة الاحتلال في ظهره أثناء محاولته إنقاذ شاب جريح في نقطة توزيع مساعدات غرب رفح.
“ما كنت حابب أروح، بس أولادي ما في عندهم لقمة، قلت لازم أتحرك”، يقول بأنفاس متقطعة، وهو يتذكّر تفاصيل تلك اللحظة التي غيّرت مجرى حياته.
“كنت ممدد، فجأة صار في إطلاق نار، شفت شاب قدّامي انصاب، ركضت أساعده… بس الرصاصة وصلتني أول”، يقول لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام.
الرصاصة أصابت النخاع الشوكي مباشرة، وأدخلته في حالة شلل نصفي دائم، بحسب الأطباء الذين يشرفون على علاجه.

ويعاني مرضى الشلل من تقرحات جلدية حادة وصلت في بعض الحالات إلى تعفن الأنسجة وخروج الدود، ما يعكس حجم التدهور الصحي الذي يواجهونه.
نقص أدوات التأهيل.. وتأهيل شبه مستحيل للمصابين
وتشير الإحصائيات إلى توفر أقل من 5% فقط من الكراسي المتحركة والأدوات المساعدة داخل القطاع، ما يجعل من عملية تأهيل المصابين أمرًا شبه مستحيل.
تجاوزت حالات إصابات الشلل في مستشفيات غزة ثلاثة أضعاف قدرتها الاستيعابية، مما أدى إلى خروج مستشفيين عن الخدمة.
ويعمل المستشفى الوحيد الذي يقدم رعاية متخصصة على استقبال نحو 60 حالة يوميًا في قسم العلاج الطبيعي، في حين يحتاج أكثر من 18,500 مصاب إلى علاج طويل الأمد، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تواجهها المنظومة الصحية في غزة.
أزمة إنسانية بلا أفق.. معركة يومية لإنقاذ الأرواح
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع دخول الأدوية والمعدات الطبية، تتعمق الأزمة الإنسانية في غزة.
ويواجه الطاقم الطبي تحديات هائلة في سبيل إنقاذ حياة آلاف الجرحى بأدوات شبه معدومة، بينما ينتظر المرضى بارقة أمل للخروج للعلاج أو لوصول مساعدات طبية عاجلة قد تكون الفارق بين الحياة والموت.

نيسان ـ نشر في 2025-08-14 الساعة 12:39

الكلمات الأكثر بحثاً