اتصل بنا
 

زلزال غزة.. كيف قلبت المقاومة موازين الرأي العام الغربي؟

نيسان ـ نشر في 2025-08-22 الساعة 22:20

زلزال غزة.. كيف قلبت المقاومة موازين
نيسان ـ نيسان _خاص
لم تعد الحرب على غزة مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل تحولت إلى معركة كبرى على العقول والقلوب في الغرب. فما بدأ كعمل عسكري إسرائيلي تحت ذريعة الرد على المقاومة، تحول إلى نقطة تحول تاريخية في تعاطف الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية.
لقد نجحت المقاومة الباسلة في قلب الموازين الإعلامية والسياسية التي ظلت لسنوات طويلة تحت سيطرة الرواية الصهيونية. فمنصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك وإنستغرام، كسرت احتكار الإعلام التقليدي، ونقلت للعالم صوراً حية لجرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين في غزة.
هذا التحول لم يعد يقتصر على النخب المثقفة أو اليسار السياسي، بل امتد ليشمل شرائح واسعة من المجتمعات الغربية. ففي بريطانيا، خرجت أكبر المظاهرات تضامناً مع فلسطين منذ حرب العراق. وفي الولايات المتحدة، شهدنا تحولاً غير مسبوق في مواقف الشباب الأمريكي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة التعاطف مع الفلسطينيين تتجاوز الآن التعاطف مع الإسرائيليين بين جيل الشباب.
حتى وسائل الإعلام التقليدية التي ظلت لسنوات منحازة للرواية الإسرائيلية، بدأت تضطر لتعديل خطابها. فبي بي سي السي إن إن واجهتا تمرداً داخلياً من صحفيين رفضوا الانحياز الإعلامي، بينما بدأت صحف كبرى مثل الغارديان استخدام مصطلحات مثل "إبادة جماعية" و"جرائم حرب" لوصف ما يحدث في غزة.
اللافت في هذه الصحوة العالمية أن الانقسام لم يعد بين اليمين واليسار فقط، بل أصبح انقساماً جيلياً واضحاً. فالشباب في الغرب، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، يتعاطفون بشكل كبير مع القضية الفلسطينية، بينما تمسك الأجيال الأكبر سناً بالرواية التقليدية.
أما على المستوى الرسمي، فما زالت الحكومات الغربية تتلكأ في اتخاذ مواقف حاسمة، لكن الضغط الشعبي المتصاعد بدأ يفرض تغييرات تدريجية. فالاتحاد الأوروبي اضطر لفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين، وبدأت دول أوروبية كبرى تعلن عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية.
الأهم من ذلك كله أن هذه التغيرات في الرأي العام الغربي لم تكن لتحدث لولا صمود المقاومة وبسالة الشعب الفلسطيني. فكل عملية عسكرية ناجحة للمقاومة، وكل صورة لطفل فلسطيني قوي بإرادة الحياة، وكل مشهد لأسرة فلسطينية ترفض التهجير، ساهمت في كسر الصورة النمطية التي روّجتها الآلة الإعلامية الصهيونية لسنوات.
ها هو الغرب يكتشف اليوم أن "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" هي في الحقيقة دولة فصل عنصري، وأن "الضحية الدائمة" هي في الواقع قوة احتلال عنصرية. هذه الصحوة جاءت متأخرة، لكنها قد تكون البداية الحقيقية لنهاية المشروع الصهيوني.
فكما سقط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تحت ضغط الرأي العام العالمي، ها هو الكيان الصهيوني يسير على نفس الطريق. والشعوب الغربية التي بدأت تستيقظ على حقيقة هذا الكيان، لن تعود قادرة على تجاهل جرائمه مرة أخرى.
الرصاصة قد خرجت من السلاح، والصورة لن تعود كما كانت. غزة تقود معركة تحرير جديدة،但这些 معركة هذه المرة ليست بالسلاح فقط، بل بالصور والحقائق والضمير الإنساني. ومع استمرار صمود المقاومة، فإن زلزال غزة سيستمر في هز أركان المشروع الصهيوني حتى ينهار تماماً.

نيسان ـ نشر في 2025-08-22 الساعة 22:20

الكلمات الأكثر بحثاً